نَظْم | 1


      أمــة خلــت يـداهــا الـسننــــا   كـــكثيـــب من رمال وهنـا
بانتظـام الصوت تعلــو النغمــة   وهي من دون نظام ضجـة
إنما في الحلق موج من هواء    يلعق النظم به فهو غنـــاء
                                                                                        لمحمد اقبال


النظام و النظم في الحياه داخل في كل أشكالها وتطبيقاتها, وقوانين الكون والحياة عرفنا منها ما أظهرته التجربة الإنسانية وما نستبينه من خلال التأمل والاستقراء للتاريخ أو في تفاعلات مكونات الطبيعة بتدخلنا أو بتقلبات وتبدلات الطبيعة المسيرة, حتى الفوضى هي نوع من هذه النظم والقوانين التي تحكم الحياة, ونظم وقوانين الحياة لاتتضخم وإلا اختلت موازين الحياة
فكل شيء بمقدار وكل قانون يشغل مساحة محددة , و الإنسان وحده من يضخم توغ نظام ما أو قانون أو يعاكسه.. فيفسد جانب من حياته وواقعه فتتأثر بقية الجوانب ويختل التوازن
والإنسان وحده من يتجاهل أو يهمل العمل بقانون يلقي تبعته على غيره أو على معطيات الواقع التي تجمد وتتصلب دون الأخذ بمعنى القانون وتفعيله .. فتتحول الشكوى واللوم للمعطيات والوقائع
ليس لانعدام امكان التأثير والتعامل معها بل لنقص معرفة المواجه لها أو جمودها .

وفي لسان العرب ورد عن "النظام" الخيط الذي يجمع به اللؤلؤ, ونقول نظمت الشعر وغيرها
ومما يظهر لي أن النظم أو النظام هو جمع أو تأليف موارد.. نحو غاية ما..وفق مبدئ أو تقنين محدد .

فإذا كانت بعض القوانين موجودة بالأصل وتتحكم بنا .. فنكون نحن شكلا من أشكال تطبيقاتها في الحياة
إلا أن الإنسان خلق ببعد تكويني ثالث هو العقل, كقدرة تنظيمية إنسانية
مما أتاح له فرص التنبؤ والتعامل مع الاحتمالات والبدائل .. والتخيل والتخطيط
وأعطاه هذا مساحة وحرية من الاختيار النسبي في التعاطي والتفاعل مع كثير من القوانين والنظم الكونية
بل إبداع تطبيقات جديدة .. والقدرة على توليف تطبيقات جديده بتوليفة مختلفة من النظم والقوانين ..
وبدأت تتبدى التعقيدات والتوسعات الفكرية شيئا فشيئا .. ويكتشف الإنسان بكدحه في عالم الشهادة نظما تحكمه وأخرى تدفعه وترفعه الخ
فمنهم من انحصر في المحسوس.. فقولب التطبيق.. ومنهم من انفتح للغيب فتأمل المحجوب .. وتصوره
وكل منهما طغى في جانب .. والحديث هنا ليس في موضوع محدد بل هذا وصف عام لسلوك الإنسان في مختلف جوانب الحياة
وتبعاته يمكن استقراءها في كثير من الأحداث التاريخية والآنية ..

ولابد قبل الحديث عن النظام داخل التنظيمات التي يشكلها الإنسان بإرادته وفعله .. ويسعى من خلالها لتركيز توليفة معينة من النظم والقوانين التي تحقق مراده من فعل التنظيم وتكوين هيكله وفق ذلك.. لابد لنا أن نفهم أبعاد المفهوم الذي نتحدث عنه وإلا صرنا ككثير ممن أقرأ لهم .. وكثير من المندفعين الذين يمتطون العديد من المصطلحات الرائجة اليوم دون جهد وتعب يذكر في ولو "محاولة" للتفهم والتنظير وإعادة النظر ..
وهذا شكل من أشكال الفريق الذي انحصر في قولبة التطبيقات .. وانشغل فريق من الدراويش في العالم العربي في اجترار التطبيقات ونقلها من غيرنا
دون تحليل وتفكيك للمعاني والمفاهيم أولا .. ولا قياس لقابلية نقل التطبيقات والتجارب كما هي .. وهذا كلام على كل المستويات وليس في الإدارة فحسب ..

يتبع ..




هذا المنشور نشر في -|نـَظـمْ|-. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق