نَظْم | 2


نظم العقل ابتداء نظم الفعل


فسلوكنا وقراراتنا وإدارتنا للفعل الشخصي والجماعي والصناعي .. يبتدأ من نظم عقولنا .. وهي كذلك تغذية راجعة لهذا النظم فلا انفصال بين الفعل والنظم ولا تضاد بينهما
المسألة لاتعدو عن كونها "بنائية" ابتداء أول وابتداء ثان , ولكن بعد تخطي هذه المرحلة تتشكل حالة من التكامل بين الاثنين فالاول تحمل الثانية والثاني ترتكز على الأولى والكل لثالثة قادمة ..
وهكذا هي سنة الحياة وأحد قوانينها ..
على مستوى الفكر والفعل,,
والمشكلة التي أعرض لها في الحلقة الثانية من نظم, هو نظم بلا عمل وعمل بلا نظم ..

وأبتدأ من واقع عشته وأعيشه وأشهده في كثير من المنظمات والمشاريع,,
غياب النظم في مرحلة من المراحل مع فعل غوغائي ومتخبط ..
ثم حضور النظم مع شرعنة التخبط ..

في عملية التغيير في المنظمات تكون المسألة بالشكل التالي :
إما أن يكون محرك التغيير هي القيادة أو الإدارة الرسمية
وإما تشكل قيادة غير رسمية تحمل هذا التغيير وتدفع باتجاهه

ونفوذ هذه القيادة غير الرسمية مرهون نسبي يتأثر بعوامل السلطة والنفوذ الرسميين كمعطيات التحدي بالاضافة إلى المقدرة القيادية على التأثير وكسب المواقف والأشخاص بأن تكون مواقفهم مع التغيير وليس ضده  إلا إن كنا نتحدث عن تغيير يفرض نفسه بقوة وسلطة ونفوذ أعلى وهو ماقد يكون أشبه بانقلاب أو الحالات التي يكون فيها اللاعبون في عملية التغيير جزءا من لعبة مصالح وحسابات أكبر بكثير وهم ليسوا أكثر من أحجار الطاولة ..

ينشأ خطاب التغيير داخل المنظمات والمشاريع غالبا بدافع مما يلي :
أن يسود طرح سياسي رسمي يدفع باتجاه بعد ما من أبعاد التغيير
أن يسود طرح فكري من ذات الوسط الفكري أو قريب منه لدى المنظمة أو المشروع يروج لبعد تغيري جديد أو يستحث تحقيق غايات ما بمعنى التقارب أو الالتقاء الايدلوجي ..
فتح منافذ بيع جديدة في سوق المنظمة , وبمعنى آخر انفتاح أبواب عرض أو طلب للمشروع أو المنظمة يجعلها تبحث في التغيير
بالاضافة لما يتعلق بالطموح والرغبة الداخلية الطبيعية بادعاء طلب الأفضل في أي مؤسسة وأي عمل .. ومايصاحبه من التأملات والأحلام ..

أما خطاب التغيير الذي ينشأ من منبر القيادة غير الرسمية ..
فإنه قد يأخذ بعين الاعتبار ماسبق
بإضافة احتمال الصد والرفض الرسمي أو التحجيم .. وهو مايكون في حالات التدافع الداخلي بمختلف أشكالها داخل المنظمات
خصوصا حين تتوفر عوامل مناخ الديكتاتورية والتقادم ..

يتبع…

هذا المنشور نشر في -|نـَظـمْ|-. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق